رواية| الجنية غازي القصيبي

 الجنية غازي القصيبي

" هل نحب - حين نحب - " مظهراً " يراه الجميع أم " مخبراً " لا يراه أحد ؟ باختصار ، هل نحب - حين نحب - روحاً أم جسداً ، أم مزيجاً من الاثنين ؟"

"هـيا اجلسوا لا تناموا خلّو النمنمية تعشّي عيالها بيكم الليلة"، جملة تكفي لبث كل أشكال الرعب والخوف في أفئدتنا الصغيرة، كانت هذه حيلة الوالدة لتجعلنا نهرع إلى النوم بدون جدال.

منذ نعومة أظفارنا ونحن نسمع عن "أم العباية" و "أم حمار" و "السعلاة" و "البس الأسود" وغيرهم من مشاهير الجن، كبرنا وتضاءلت كمية الإحساس بالخوف وأدركنا أن هذه مجرد شخصيات وهمية لردع تصرفات الأطفال الطائشة، لكن دائما يبقى لقصص الجن ومواقفهم هيبة في أنفسنا، فكلما أتى شخص على ذكرها اقشعرت الأبدان، واتسّعت المحاجر، وتحلّقنا، وبدأ كل شخص يروي موقف حصل له مع الجن، رغم الرعب الذي يسكن النفوس وقتها، لكن حكايات الجن لها حضورها الخاص ولا بد من المشاركة.

الأسبوع المنصرم، أمضيتُ الليلة مع الدكتور غازي القصيبي –رحمه الله- وحكايته: الجنية.!

الفكرة: 

الرواية أو "الحكاية" كما يطيب للمؤلف تسميتها من حيث الفكرة تُعد جرأة من القصيبي فكيف لمؤلف أدبي، ومفكر، ورجل سياسة أن يؤلف رواية تعزز من خزعبلات المجتمع حول الجن والاختلاط بهم، لكن القصيبي ليس كأي "أديب" يحاول اكتساب الجمهور بعناوين ملفتة، الرواية فيها الكثير من الرمزية، وشيء من الكوميديا الساخرة،