رحلتي مع غاندي أحمد الشقيري |مراجعة


مسـائكـم رائحة أوراق تكتنز درّ الحكمة، وأحسن الكلام..

     اليوم هو آخر أيام معرض الرياض الدولي للكتاب، ولقد ظفِرتُ بزيارته هذه السنة واقتنيت بعض الكتب البسيطة التي كانت على قائمتي للقراءة، وأحد هذه الكتب هو كتاب الأستاذ أحمد الشقيري "رحلتي مع غـاندي".

الكتاب عبارة عن جزئين منفصلين لا علاقة لهما ببعض سوى أن الكاتب واحد.
في الجزء الأول سَرد الشقيري تفاصيل رحلته إلى الهند بحثا عن "الحب" و "الراحة النفسية"، وذكر أسباب عزمه الإنطلاق في هذه الرحلة الروحانية والخلوة بنفسه لمدة عشرة أيام، وأهم هذه الأسباب هو"السعي للوصول إلى الكمال".

أيضا ذكر الكاتب بعض الصعوبات التي واجهته في الرحلة وكان عليه أن يصمد لتحقيق الهدف الذي من أجله عزم على الخلوة ومن ضمنها: التخلي عن الهاتف الجوال، الكمبيوتر المحمول، والانترنت. وهناك تحديات وصعوبات أخرى على الصعيد النفسي مثل تدريب النفس على غض البصر، والتحكم في ردة الفعل الآلية، والتأمل والتدبر في مخلوقات الله.

في خلال تجربته في منتجع اليوجا، صادف الشقيري بعض المواقف المضحكة مثل أنه اضطر لاستماع شخص يتكلم بالكورية لمدة عشرين دقيقة بدون أن يفهم أي كلمة مما يقول!، وبعض المواقف المحرجة مع أستاذ دورة "من في الداخل؟" الذي وعده الشقيري بالبقاء لآخر النهار لكنه شعر بالملل ولم يستطع المكوث فنكث وعده وخرج من الدورة، وموقف آخر مع امرأة تركية تعرف عليها ودعاها إلى التعرف على النبي محمد صلى الله عليه وسلم "الإنسان" بعيدا عن النظر إلى أتباعه وما يصدر منهم من مواقف، بالطبع وعدته بأنها سوف تحاول، رغم أنها تفضل تعبد الله بدون أنبياء أو وسطاء لأنهم يشوهون صورة الدين النقية.

في آخر رحلته دوّن الشقيري أهم إنجازاته خلال الرحلة، وذكر بعض المواقف التي حصلت معه لأول مرة في حياته مثل تأليفه لهذا الكتاب في خمس أيام فقط وبدون كمبيوتر!.

انبطاعي عن الكتاب: خفيف، وواضح فيه أسلوب الشقيري البسيط، حيث أنه ينتقل من الكتابة بالفصحى إلى العامية بدون تكلف، وفكرة الكتاب عموما رائعة وملهمة، ومع تسارع وتيرة الأحداث، وسعينا للحاق بكل شيء، ومواكبة كل جديد، بعدنا عن أنفسنا ورمينا بها في زاوية النسيان، مع أنّ كل ما نفعله من لحظة الاستيقاظ إلى النوم هو من أجل أنفسنا.!
رحلتي مع غاندي جرعة دواء حلوة المذاق، تُحَفِّز على التفكير والاهتمام بتلك النفس التي تسكن بين جنوبِنا.

بالنسبة للجزء الآخر من الكتاب "خواطر حول سيرة غاندي" بصراحة لم يجذبني، وأجد أن أهم جزء من الكتاب هو حول رحلته للهند.

اقتباس:
"فـهم النفس ومحـاولة تطويرها هي من أجـلّ الأعمال التي قد يقوم بها أيّ إنسان."