سمراويت.. حين يكون الحب والوطن شيئًا طارئاً



أمضيتُ وقتا جميلا مع رواية الكاتب الإريتري حجي جابر "سَمراويتْ"، وقد قررت قراءتها بعدما أصبحتْ تَظهر لي في كل شبكات التواصل الاجتماعي.



من أول وهلة ونظرة لعنوان الرواية، ظننت أنني سأقرأ إحدى روايات الحب التي تجعل أصابعي متعلقة بصفحات الكتاب حتى آخر ورقة، لكن هذه كانت
حيلة ذكية من الكاتب ليجتذب الجمهور، فسمراويت ليست قصة حب وعشق بين رجل وامرأة يعانيان من أجل بقاء عشقهما وودِّهما، ويجاهدان من أجل ذلك المجتمع والعادات والتقاليد.



ولكني وجدتها أبعد من ذلك؛ إذ تحمل في طياتها الكثير من معاني الغربة، والبحث عن الوطن، والحب، والصراعات والحروب في ارتريا.



سمراويت.. رواية ستأخذك في "حواري جدة" وما يجري في بعض الشاليهات الخاصة ودهاليز القنصليات، وكيف يتأقلم "الأجنبي" الطموح ليعيش في كنف هذه المدينة الكبيرة، ثم ستطير بك إلى أسمرا وشوارِعها "مرسى فاطمة، كمشتاتو، ومودرنا"، وفي مودرنا بالذات سيشُد انتباهك اللقاء الأول بين "عُمر وسمراويت"، وكيف استطاع اجتذاب هذه المرأة -النصف فرنسية- لرفع رأسها والنظر في عينيه لأول مرة.


وسينتقل بك الكاتب بين جدة ومدن اريتريا فصلاً بعد آخر، ويُحمِّل ذاكرتك ووعْيَك برسائل ومعلومات خفية حول الحب، والهوية، وماهيّة شعورك وأنت تكتشف الوطن لأول مرة؟.

أكثر ما أبهرني في الرواية أنّ حجي جابر دسّ المعلومات بين سطور الرواية بأسلوب ماهر، شيء رائع ومبدع أن يمتلك الشخص هذه القدرة العجيبة لإيصال المعلومات بشكل غير مباشر.

سمراويت.. قليلة الأوراق، غنية بالمعلومات التاريخية، وبها صفحات ملتهبة بالحب، أنصح بقراءتها إذا كنت مهتما بـ"الحب، وصراع الهوية".

شاركني رأيك