سيرة ابن حزم الأندلسي عبر مرآة الأدب


 

ابتداءً:
“إنّ اتّباع الناس ليس من طبع الآدميّ العاقل، بل لا يحلُّ التقليد في شيء وأساساً في الدين. فلن ينفع الإنسان اتّباعه للناسِ إن كانوا على خطأ، بل سينفعه أنهُ تحمّل مؤونة البحث عن الحقّ والصدعِ به” 

 


طوق سر المحبة لعبد الإله بن عرفة رواية تاريخية/خيالية تسرد حكاية ابن حزم من الطفولة حتى الممات.
بدأت الرواية بوصف عام للجو السياسي والاجتماعي في الأندلس وحال الناس في قرطبة تلك الأيام، لكن بعد عدة صفحات جاء ذِكر لحال ابن حزم ونشأته في مخادع النساء وأخبار من مراهقته وولعِه ببنت جيرانهم وبعض المشاهد والعبارات ذات الاسقاطات الجنسية التي كان من الممكن الاستغناء عنها.

بدأت أستمتع بالرواية من الفصل الثاني الذي هاجر فيه ابن حزم إلى المرية، وبدأت تتضح معالم التكوين العلمي والفلسفي في شخصيته، وراق لي أن كثيرا من الأحداث التي حُكيت في الرواية كانت صحيحة تاريخيا لكن مع بعض الاضافات للأغراض الأدبية. 

الذي لم يرُق لي هو أسلوب الكتابة فقد استخدم الكاتب مفردات وأساليب صعبة نوعا ما، لكن يبدو أن استخدام اللغة “الفخمة” من خصائص السرد العرفاني!
أيضا الاستطراد في ذكر بعض الأحداث التاريخية في فترة ملوك الطوائف كان فيه نوع من التشتيت ولم يخدم الهدف من الرواية، و الاستطراد في سرد بعض المناقشات وآراء ابن حزم في الخِلافة، والحب، والمذهب الظاهري قلبت العمل من رواية إلى سيرة ذاتية علمية. 

شخصيا أعجبتني الرواية من الناحية التاريخية لأنها عرفتني على ابن حزم وبسببها قرأت سيرته في معجم الأدباء وسير أعلام النبلاء.

فإذا كان لديك فضول وصبر على قراءة رواية عن شخصية واحدة وحبكة معروفة مع الاستطراد في شرح الحالة الاجتماعية والسياسية والجغرافية لقرطبة والأندلس عموما؛ فهذه الرواية قطعا تناسبك.



انتهاء:
“استعداء الناس حين لا يلزمُ لا فائدة منه، بل قد يكون مجلبةً لكثير من الشرور”.