طوق سر المحبة عبدالإله بن عرفة

تلخيص وعرض: أمينة الأنصاري. تحرير: باسمة الأنصاري.
مدخل ~
رواية، عدد صفحاتها 367، وتم نشرها من قبل دار الآداب. مجمل أحداثها حول سيرة ابن حزم، وعن الفترة التاريخية التي عاش فيها.

نبذة عن المؤلف:

 عبد الإله بن عرفة من مواليد 1963 مغربي الجنسية، باحث وروائي حائز على دكتوراة في اللسانيات. ابن عرفة أسس ما سماه الأدب الجديد وهو مشروعه السردي العرفاني ذي المرجعية القرآنية، وهذا العمل طـوق سـر المـحبة يعتبر النصف الثاني من المشروع، وقد استخدم التعالق أو التناص الداخلي، والرواية العرفانية هي جنس جديد في الكتابة الروائية تقدم صورة متكاملة عن الحضارة العربية الإسلامية، والتاريخ والفكر الإسلامي.


فصول الكتاب:

الكتاب مقسم لعدة فصول: كتاب الطاء، كتاب السين، كتاب الميم، وبيان أدبي حول القداسة في اللغة العربية.

الفصل الأول: كتاب الطاء

      استهل هذا الفصل بولادة ابن حزم قبل طلوع شمس يوم الأربعاء، مُتم الثلاثون من رمضان عام 384 هـ. ثم أخذنا في جولة في أنحاء قرطبة وباحاتها الممتدة على سور القصبة، ومر بباب العطارين واتجه لحي الرصيف والمسجد الجامع الكبير عن يسار السور ومن خلفه قصر الخلافة، إلى أن وصل إلى السوق المكتظ بالناس ليشاهدوا عروض الراقصين والمغنيين، والخيَاليين الذين يتلاعبون بالخَيال أو الظلال، وهناك أيضا بعض الحاسبين يقرأ الغيب، والقصاصين يحكون حكايات السيرة. 
     بعد ذلك شرع الكاتب في بناء شخصية أبو عمر أحمد بن سعيد، ثم انتقل ليروي أحداث معركة شانت ياقب وقرار المنصور آنذاك بهدم المدينة وكاتدرائيتها وحمل أجراسها على ظهور الأسرى لتعلق بجامع قرطبة؛ وكانت هذه جذور الصراع والفجوة التي حدثت بين النصارى والمسلمين. 
     عاد المؤلف بعد ذلك ليحدثنا عن نشأة الفتى ابن حزم وكيف تلقى علومه، وأطلعنا على شمائله، وكلفه الشديد بجاريته نُـعم، ورضاعه من ثدي نضار ابنة الجيران في مخدع الحريم. أيضا زيارته لدير أرملاط مع صديقه أبا عامر محب النساء ووقوفه على أسرار وحياة الرهبان، وكشف بعض خفاياهم.

الفصل الثاني: كتاب السين

      في هذا الفصل تحدث عن الفترة التاريخية المتقلبة التي عايش فيها سقوط الخلافة الأموية في الأندلس، وظهور ملوك الطوائف، وتوالي الفتن والمصائب والنكبات، وفي وسط هذه الأحداث كان في الرواية جانب فلسفي رائع عن الحب والعشّاق وشؤون أهل الهوى، ومذاهبهم في المحبة، وعن قيمة الوفاء للمحبوب.

الفصل الثالث: كتاب الميم

     في هذا الفصل اقتبس من ابن حزم "إنها لفاجعة كبيرة أن تقبل على الدنيا وهي تدبر عنك"، فقد ذاق مرارة الوحدة وانقلب الحال، وهانت بعينه الدنيا وهو لم يتجاوز العشرين، فأمضى وقته في طلب العلم، لكن الوضع في قرطبة تأزم فخرج منها، وهنا بدأ فصل جديد من سيرة الإمام ابن حزم الظاهري نسبةً لاعتناقه المذهب الظاهري؛ وهذا ما ألّب عليه الخصوم واضطر إلى التنقل بين مدن الأندلس. ضُرب المثل في قوة لسان ابن حزم فقيل"سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقان".

الفصل الرابع: بيان أدبي حول القداسة في اللغة العربية

       يحتوى عدة محاور هي: 
     • القداسة واللغة - القداسة والكونية هنا ربط القداسة باللغة ذاتها، وعنده فلسفة ورأي حول هذا الشأن، وتحدث عن مشروعه الروائي. 
    • أهمية الأندلس في الرواية العرفانية، وهنا أقتبس من كلام المؤلف حول هذه المسألة "هذه الرواية مخصصة مرة أخرى لقامة أندلسية كبيرة وهو ابن حزم، وقد يتساءل المتتبع لهذا المشروع عن السبب وراء الحضور المستمر للأندلس في أعمال الروائية، والجواب كان بعقد مقارنة بسيطة توصل إلى المطلوب. إن من أسباب النهضة الأوروبية أنها اتخذت عصر اليونان وحدة قياس ونقطة ارتكاز وعصراً ذهبيا بامتياز تأسست عليها معالم الحضارة الغربية، ويبرز أرسطو باعتباره أعلى ممثل للحكمة، والاسكندرالمقدوني المقابل السياسي الذي رعى الحكمة وأهلها. وبناء عليه دأب الفكر الغربي على تمثل هذا النموذج في الآداب والفلسفة والفنون كنقطة ارتكاز للحضارة الغربية في أرقى مظاهرها. وإذا أردنا أن نعقد مقارنة مماثلة فإنه لا مناص من القول بأن الأندلس شكل النموذج في الحضارة الإسلامية، تأسست فيها علوم وفنون وآداب وحكمة".
      • معركة شانت ياقب، أشار إلى أن هذه الرواية تبدأ مع ولادة ابن حزم، وهذا اختيار له مبررات مهمة، أبرزها أنه بعد ثلاث سنوات من مولده، قاد المنصور جيشا إلى موقعة عُرفت بمعركة شانت ياقب في أقصى شمال غرب أسبانيا، حيث يوجد أكبر مزار مسيحي يؤمه المسيحيون، فعمد المنصور إلى هدم المدينة وكاتدرائيتها التي تضم بحسب الرواية قبر الحواري يعقوب. يعتقد المؤلف أن نتائج هذه المعركة كانت من الأسباب الحاسمة في ضياع الأندلس ونهاية الحضارة الإسلامية، وبداية النكسة الحضارية، فالمنصور بن أبي عامر قد كسب مجداً كبيرا على أوروبا آنذاك، لكن ترتب على نصر المسلمين في هذه المعركة؛ أن تجندت كل الممالك الأوروبية وحشدت كل طاقاتها لطر المسلمين ولاستعادة ما سُلب من الكاتدرائية، وذلك بسبب الحسابات الضيقة والحماسة الزائدة -عند المنصور- في لحظة من لحظات التاريخ تحولت إلى إخفاق وتركت انطباعاً بعدم إمكانية التعايش بين الأديان، بغض النظر إلى التسامع الذي تعامل به المسلمون في الأندلس. 
     • أخيرا لماذا ابن حزم الظاهري؟ سبب اختيار ابن حزم كشخصية أساسية في هذه الرواية هو الاحتفال بمن صنعوا تراثنا وتاريخنا، وما زالوا أحياء بيننا بفضل ما تركوه.

رأيي في الكتاب:

     لغة الكاتب رائعة ومميزة، غنية بالمجاز والاستعارات، لكن كثرة الأحداث التاريخية، قد تشتت القاريء أثناء القراءة.
مخرج ~
للاطلاع على معنى الرواية العرفانية، يرجى قراءة هذا المقال للدكتور عبدالإله البريكي "الرواية العرفانية: ماهيتها، وإشكالات تلقيها، وخواصّها السردية".

شاركني رأيك