أيام الماعز.. العبودية الحديثة.

أغسطس 28

مسـاكم الله بالـرضـا والسرور 

مـع هذا الجو شديد الحرارة، والرطوبة التي تخنقنا من كل مكان، لم يعد يوجد أي مـفر سوى قفل الأبواب واللجوء إلى هواء المكيفات ليقينا آخر لفحات الصيف.

ومع هذا الجو الإنسداحي مددت يدي وقرأت رواية "أيـام المـاعز للكاتب الهندي دانييال بنيامين.
"أيام الماعز" تحكي لنا عن "نجيب" العامل الهندي الذي أتى إلى السعودية محملاً بآمال وأحلام الثراء والحياة الرغيدة، لكنه فوجئ بنفسه مختطفًا إلى أعماق الصحراء الحارقة ليعمل هناك في مزرعة غنم لمدة ثلاث سنين.

نجيب تحول في تلك السنوات إلى نجيب الإنسان الماعز.. فكيف
حصل ذلك؟

لن أطيل في وصف القصة لكن من يريد أن يعرف بعضاً من أشكال العبودية الحديثة فلا يتردد في اقتناء نسخة من هذه الرواية ويكفي أنه صدر لها خمس وسبعون طبعة في لغتها الأصلية، وترجمت للغة الإنجليزية، وحازت على جائزة Man Asian Literary Prize ، كما حاز المؤلف على جائزتين أدبيتين في أبو ظبي.

سعر الرواية: 30 ريال.

قراءة ممتعة


بعض الاقتباسات، والعبارات التي راقت لي أثناء القراءة وأحببت مشاركتها معكم.

التخلص من الحزن، كيف؟
"الطريق الأمثل للتخلص من حزننا هو أن نستمع إلى من هو أعظم حزنا منا."

يــاااا نجيب.. النداء الواحد!
"علمت أنه قد تجتمع جميع العواطف في نداء واحد.. ويعجز كل فناني العالم عن تعبير هذه اللحظة الحية من الحياة."

عـين الجمل!
"نظرت إلى عينه مرة واحدة فقط، سرعان ما سحبت عيني منه كأنني نظرت إلى شمس الظهر.. أحسست بأن عينه تكمن فيها غوامض الصحراء وفساحتها وشراستها ووحشيتها.. وتوحي نظراته الشاردة أنه يستحيل التغلب عليها."

الخـوف.. حتى من الأماني والأحلام!
"أقول لكم إنه لا ينبغي أن تحلموا ولو عبثًا بالأشياء البعيدة عنكم أو الأمور التي لا علم لكم بها، وأنذركم بأن تلك الأحلام إن تحققت يوما في حياتكم ستكون أرهب مما تطيقون النظر إلى وجهها."

إلهام أو ..؟!
"لقد أخطأت حينما حسبت أنه حان لي الهروب. أخطأت حين ظننت أن الله يلهمني ذلك. يقع مثل ذلك أحيانا كثيرة.. نتهم اندفاعات النفس المستعجلة بإشارات من الله، والله وحده يعلم متى يحين للعبد يومه المنتظر.. لكنه تعالى لا يلهم ذلك إلا لمقربيه.. ينبغي لي أن أترقى إلى مرتبتهم.. رغم ذلك، قد أنقذني الله اليوم."

الدعـاء.. حبل النجاة!
"أنتم أيها الملحدون! المحظوظون بعيش رغيد في نعم الله التي أنعمها عليكم.. قد تظنون أن الدعاء مجرد مراسيم وشعائر سخيفة.. لكنه بالنسبة لي هو ملاذي الأخير في سبيل المكافحة من أجل البقاء. لقد أبقاني إيماني قوي الروح على الرغم من تدهور قواي الجسدية. ولو لا ذلك لتلاشيت واحترقت مثل العشب اليابس في تلك الرياح النارية."

شاركني رأيك