مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ|جهاد التُرباني
يونيو 07
السلام عليكم وأسعد الله أوقاتكم بكل خير :)
كيف حالكم بعد الاختبارات؟ أتمنى أن الكل ناجح ومتفوق بإذن الله، ومن لم يكتب له الاجتياز أن يعوض في الدور الثاني غدا بحول الله.
كما وعدتكم في آخر مشاركة لي قبل شهر تقريبا بأن لدي عدة كتب للمراجعة، ولكن لانشغالي بالاختبارت قررت تأجيلها إلى حين.
اليوم تفرغت أخيرا، وقررت أن أبدأ مراجعتي بأحد الكتب التي أنهيتها حديثا وهو:
مائة من عظماء أمة الإسلامة غيروا مجرى التاريخ للكاتب والشاعر الفلسطيني جهاد الترباني.
الكتاب كما هو واضح من العنوان يسرد بعض الأخبار والبطولات من عظماء الإسلام على مرّ التاريخ، وليس فقط الأمة الإسلامية؛ فالكاتب سمح لنفسه بالاستفاضة، وذكر أنباء كل من كان موحداً ويدين بدين الله عز وجل.
استفتح سِير العظماء بذكر قصة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- لأنه أول من آمن من الرجال وهو أول خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكون بهذا "صاحب السبق في تحمل عبء الدعوة التي أوكلت لأول مرة في التاريخ إلى البشر العاديين دون الأنبياء".
ثم توالى الكاتب في ذكر القصص والسير تِباعاً ولكن لم يتبع سياق محدد في ترتيب القصص، وإنما استخدم روابط غريبة نوعا ما، ولكن تُعتبر جديدة.
ما أعجبني في الكتاب؟
- فتح آفاق جديدة عن علماء ومجاهدين كانوا مغمورين في التاريخ، ولم أسمع عن قصصهم سابقا مثل سليمان الحلبي، عبدالله المايوركي، آريوس، زيد بن عمرو، عبد الرحمن الناصر، وغيرهم.
- التنوع في سير العظماء كبعض الموحدين قبل النبوة.
- ذكر بعض الحقائق، وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة.
ما لم يُعجبني من الكتاب؟
- الكاتب صبّ جل اهتمامه على المجاهدين والمقاتلين، وكأنه يوحي بأن المسلم لا يكون عظيما إلا إذا كان مجاهداً، أو ثائراً.
- أسلوب الكاتب في السرد طويل نوعاً ما، مما أصابني بالملل.
- الإطالة في المقدمة على حساب القصة نفسها، وفي بعض القصص بعد المقدمة الطويلة يتوقف عن ذكر القصة؛ لأن المقام لا يُعطي هذا البطل حقه فيذكر فقط الاسم!
- التعصب الطائفي الظاهر في جميع صفحات الكتاب تقريبا، كموقفه غير العلمي والموضوعي ضد التصوف والشيعة.
- استخدام كلمات غير لائقة لوصف المخالفين، أو الأمور التي لا يوافق عليها الكاتب، وهذا أكثر نقطة نفرتّني عن الكتاب؛ فعبارات مثل: السفلة، المتعفّنة، القذِر،الأوغاد، وغيرها، من الخطأ وضعها في كتاب تاريخي يُفترض أن يكون وصفياً.
- عدم التوثيق وذكر المصادر لبعض القصص والمعلومات الخطيرة التي يصرّح بها، وهذا أعتبره نقص كبير من الكاتب، فكيف تذكر معلومات فيها إشكال، ثم تغفُل عن ذكر المصدر حتى يستطيع القارئ التأكد منها.
- عدم التزام الكاتب بمائة عظيم من العظماء فعلا، فقد جمع بعض الجماعات مث البربر، والعرب، وجيل الصحوة، وأبطال القادسية في مجموعات واحدة.
- عدم الدقة في ذكر الحقائق كما هي، وأظن أن الكاتب أخذته الحماسة فأصبح يضيف وصفاً "سينمائياً" مشوقا لبعض القصص، مثل قصة أحمد ديدات، وهذا الشيء رائع لكن ليس في كتاب يروي وقائع تاريخية يُفترض ان تراعى في الدقة والصحة قدر المستطاع.
- الأخطاء المطبعية والإملائية.
أخيرا، الكتاب في المجمل مفيد لمن يريد القراءة في التاريخ ولا يعرف كيف يبدأ ولمن يقرأ، لكن يجب الحذر من بعض المعلومات والتأكد من مصدرها. ولعلّ صِغر سنّ الكاتب كان السبب في حماسته واندفاعه في الكتابة بدون توثيق أو مراجعة لبعض ما ذكره. وحقيقة لولا أن هذا الكتاب اتفقت على قراءته مع عضوات نادي مكة للكتاب لما أنهيته، ولو سألني أي شخص عن الكتاب فلن أنصحه بقراءته.
هذا رأيي الخاص والشخصي عن الكتاب، لا أقول أنه صحيح تماما، لكن هذه انطباعاتي الصريحة حوله.
دمتم بخير ♥